اختتمت أمس الأحد، فعاليات النسخة الثالثة من ملتقى الخيمة الحسانية، التي شكلت فرصة للم شمل مكونات الوفود الصحراوية القادمة من الجنوب الغربي وكذا من دول أخرى، بالإضافة إلى إبراز التنوع والتمازج الثقافي للمغرب.
وعرف الملتقى المنظم خلال الفترة الممتدة من 27 إلى 31 يوليوز الجاري ب ”أيت واكمار” جماعة وادي الصفا، إقليم اشتوكة أيت باها، إقامة ورشات ومعارض لمنتوجات الصناعة التقليدية، في إطار التعريف بالثرات الصحراوي الحساني والأمازيغي، ضمن أجنحة خاصة بالصناعة التقليدية الصحراوية ومعها منتوجات الصناعة التقليدية بسوس.
كما شهد كذلك تنظيم عروض التبوريدة، خيمة الشعر، مسابقة الشاي الصحراوي بالجيمات الثلاث، استحضار عادات وتقاليد البيضان من خلال عروض متنوعة بعدة فضاءات بقرية المهرجان، سباق الهجن، وكذا حفلا تكريميا لشخصيات تنموية وجمعوية، وتقديم وصلات شعرية زاخرة من التراث الحساني. وهو ما مكن الملتقى من تحقيق هدفه المتمثل في تكريس الوحدة الترابية للملكة، مبرزا أوجه اتصال واشتراك الثقافة الحسانية مع الثقافة الأمازيغية السوسية وكدا باقي مكونات الثقافة المغربية بشكل عام.
وفي سياق متصل، قال الأستاذ حميد المرزوقي مدير مكتب الدراسات واليقظة والاستراتيجية المتخصص في قضية الصحراء المغرببة، إن الدول المستعمرة والمتمثلة في اسبانيا وفرنسا عملتا على انتزاع الصحراء من المغرب، عبر اجتثاتها من ارتباطاتها وانتماءاتها الهوياتية لأجل إحداث قطع بين المغرب وعمقه الافريقي، معتبرا أن الترافع الاعلامي حول قضية الصحراء المغربية يستدعي الإحاطة بهذا البعد التاريخي الذي يكشف جذور المشكلة.
وأضاف الأستاذ المرزوقي في مداخلة له، ضمن فعاليات الندوة العلمية المنظمة من طرف جمعية الخيمة الحسانية للإشعاع والتواصل بشراكة مع اتحاد المحامين بأكادير وكلميم والعيون، حول موضوع: أسس الترافع عن القضية الوطنية، في إطار النسخة الثالثة من ملتقى الخيمة الحسانية، (أضاف) أن الاطلاع العلمي الدقيق على الوقائع التاريخية المرتبطة باحتلال أوروبا لأفريقيا وما يقتضيه بالضرورة من رفع القوى المستعمرة السرية عن العديد من الوثائق والأرشيف (معاهدة مدريد 1889 و معاهدة برلين 1884) التي أسست لاحتلال المغرب، محطة ونافذة مركزية للترافع الواعي والرصين حول الوحدة الترابية.
من جهته، زكى اللأستاذ بكار السباعي، المحامي بهيئة أكادير كلميم العيون هذا الطرح، إذ بسط الأدوار التي يمكن للإعلام أن يلعبها ضمن هذا الترافع إن هو ارتكز على الإحاطة بالماضي لأجل فهم الحاضر مع إيلاء الاهتمام الكافي بفهم الإنسان الصحراوي، كاشفا ما للإعلام من تأثير قوي يجعلنا بصدد الحديث عن “صناعة الإعلام”.
وعرج السباعي في مداخلته، على الامكانات الجديدة التي يتيحها الإعلام البديل، مبرزا الدور الذي لعبه الاعلام البديل وإعلام الموبايل في إيصال الأصوات والوقائع التي تحدث في مخيمات تندوف.
وأشاد المتدخل ذاته بالخطوة التي أقدمت عليها وزارة الداخلية حين رفعت السرية عن بعض الوثائق المرتبطة بملف الصحراء المغربية، معتبرا أن هذه الخطوة أسهمت في الترافع حول هذا الملف. وتطرق من جهة أخرى لأصول البوليزاريو، مذكرا بأنها كانت حركة طلابية من قلب مراكش، أسست للدفاع عن الوحدة الترابية.
واختتم السباعي مداخلته مشددا على ضرورة دعم الإعلام المغربي الذي يعيش الهشاشة، عبر الرفع من الدعم المقدم له وكذا تمكينه من الوصول للوثائق والمستندات وتأهيله وخاصة الإعلام المتموقع في الجنوب بدءا من قناة العيون في مجال الترافع، وذلك لأجل مواجهة الإعلام المعادي.