مع حلول عيد الاضحى المبارك يعرف الحي الحسني بمدينة الدار البيضاء رواجا غير مسبوق كسائر مدن المملكة، حيث يتم الإقبال على مختلف لوازم العيد من توابل وفحم وأدوات جزارة…إلخ، ويعقد العديد من تجار الحي الحسني الآمال على هذه المناسبة من أجل تحقيق دخل مادي قد يجعلهم يتداركون خسائر الأشهر الماضية.
أما عن الأنشطة الموسمية المرتبطة بعيد الأضحى كخدمة فندق الخروف وبيع الفحم وغداء المواشي، فهي بدورها تعرف رواجا رغم إرتفاع أثمنتها نوعا ما مقارنة بالموسم الماضي على حسب ما جاء على لسان أحد الباعة الموسميين بالحي المذكور.
وفي السياق ذاته قال أحد الباعة بالحي الحسني في تصريح لموقع “جهات” إن رواج التجارة عرف ارتفاعا ملحوظا في اليومين الأخيرين قبل العيد، على خلاف الأيام السابقة التي عرفت ضعفا في حركة الزبناء، معلالا بذلك ضعف القدرة الشرائية وارتفاع الأسعار .
ويعتبر عيد الأضحى أيضا مناسبة لنسج خيوط التأزر والتلاحم الإجتماعي، لما فيه من أعمال خيرية وإنسانية وزيارة للأقارب والعائلة، كلها ميزات يختص بها أيضا سكان هذا الحي على مثل باقي مدن المغرب وباقي الدول الإسلامية.
وفي هذا الصدد قال الأستاذ والباحث في علم الاجتماع هشام بوقشوش في تصريح خص به موقع ” جهات ” إن عيد الأضحى مناسبة دينية تتخللها مجموعة من السلوكات الاجتماعية، من بينها مواساة الفقراء وتجمع العائلة وإحياء صلة الرحم، مضيفا على أن هذه المناسبة تضم أيضا ظواهر مجتمعية سلبية، متمثلة في تباهي بعض الأسر بالأضاحي، وتكليف ميزانية الأسرة مايفوق طاقتها المادية، وكل هذا هروبا بما وصفه بالإقصاء الاجتماعي.
وزاد بالقول على أن هذا الطقس الديني يبقى له حلاوته لدى المغاربة المقيمين بالخارج، لما فيه من ربط للأواصر واجتماع العائلة، مبرزا أن هؤلاء الجالية لا يستمتعون بعيد الأضحى وأجوائه في بلاد المهجر ، على خلاف بلدهم المغرب الذي يحسون فيه بكل مظاهر التجمع والتأخي، مما يؤكد تغلغل هذه الشعيرة في أوساط المجتمع المغربي خاصة والإسلامي عامة.
وفي النهاية تبقى هذه الشعيرة الدينية مناسبة للأعمال الخيرية والانسانية، وفرصة لإنتعاش الإقتصاد الوطني، وتوطيد أنسجة المجتمع.